responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 255
من أحكام عمارة المساجد:
وعمارة المساجد صنفان:
1 - عمارتها ببنائها وتشييدها وترميمها وتدمغها .. إلخ وهى العمارة الحسيّة.
2 - وعمارتها بالمواظبة على أداء العبادات فيها، وقصدها للذكر والدعاء وإحياء شعائر الله.
وكلا الصّنفين من خصائص المؤمنين لا ينهض به غيرهم، ولا يؤمن عليه سواهم.
وهل إذا بنى غير المسلم مسجدا، أو تبرع بشيء من ماله فى بناء مسجد أو تعميره ...
إلخ يرد عليه ذلك، أخذا من الآية الكريمة؟
والجواب: لا يرد عليه ذلك، ويقبل منه ما يتطوع به ما دام قد خرج من ملكه لهذه الغاية، وما دامت ليس له من وراء ذلك غاية تضر بالمسلمين، وما دام غير محارب لدينهم أو دعوتهم [1].
أما المحاربون أو ذوو الغايات والمقاصد السيئة: فلا يقبل منهم شىء أبدا، فلو أرادت دولة أجنبية أو مؤسّسة يهودية مثلا أن ترمّم المسجد الأقصى أو توسعه، أو تقوم بشيء من عمارته: وجب على المسلمين جميعا منعها من ذلك، وعدم تمكينها منه بحال، لأنه ليس أكثر من ذريعة لمآرب سياسية لا يقرها الإسلام [2].
وقد ورد فى عمارة المساجد بهذين المعنيين السابقين أحاديث كثيرة.

[العمارة الحسّيّة للمساجد]
فممّا ورد فى المعنى الأول: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عثمان، وقد لامه الناس لما وسّع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدّد بناءه قال: إنكم أكثرتم علىّ، وإنى سمعت

[1] قال بهذا الرأى: الإمام ابن الصلاح، انظر: فتاوى ابن الصلاح (2/ 633) تحقيق د. عبد المعطى أمين قلعجي، طبعة دار المعرفة- بيروت.
[2] نقل الإمام البنا هذا الرأى باختلاف طفيف فى بعض العبارات؛ من تفسير العلامة الشيخ محمد رشيد رضا، انظر: تفسير المنار (10/ 208). وهو يدل على مدى فهم الإمامين لمخاطر الصهيونية مبكرا، وهذا ما لم يفطن له كثير من المتدينين فى عصرهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست